وائل غنيم كتب: لماذا تغيرت مواقفك؟
ادسنس هنا 336 280 |
ادسنس هنا 336 280 |
وائل غنيم يكتب: لماذا تغيرت مواقفك؟
الإثنين، 3 ديسمبر 2012 - 03:39
وائل غنيم
يسألنى بعض من أحبهم وأحترمهم لماذا تغيرت مواقفك.. ما الذى حدث لك؟ لقد أصبحت منحازا بدرجة غير مقبولة، ولهؤلاء الأصدقاء الأعزاء أقول..
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أن قرأت أمام الملايين مبادرة التوافق الوطنى التى أطلقتها صفحة كلنا خالد سعيد على قناة OnTV قبل أسبوعين من انتخابى رئيسا للجمهورية وقلت بالنص أننى موافق على إعادة تشكيل التأسيسية الثانية (بعد ما حدث بالأولى) بما يحقق التوازن الحقيقى للمجتمع، وسأسعى لذلك بصفتى رئيسا لحزب الحرية والعدالة .. لم أفعل شيئا من ذلك..
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أن اتفقت مع من وقفوا معى قبل يومين من إعلان نتيجة الانتخابات لمنع تزويرها على أن أسعى جاهدا لتعديل تشكيل التأسيسية بما يحقق التوازن، لم أسعى لذلك حقيقة، وحينما انسحب 26 عضوا منها بدلا من السعى لتحقيق الوفاق، اتفقت مع أعضاء التأسيسية على إنهاء وضع الدستور فى 48 ساعة، حتى لو لم يحضر سوى 85 عضوا بالتأسيسية من الأساسى والاحتياطيين، الذين تم تصعيدهم فى نفس اليوم!
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أن وعدتكم فى لقائى مع المحامين أنه لا دستور سيطرح للاستفتاء إلا قبل حوار مجتمعى حقيقى، إذ بى أعلن فجأة أن الدستور سيصوت عليه يوم السبت الموافق 15 ديسمبر!
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أن وعدتكم بألا أستخدم السلطات التشريعية إلا فى أضيق الحدود، إذ بى أقوم بإصدار إعلان غير دستورى (وليس حتى قانون!) يمنع المواطن المصرى من حقه فى التقاضى ضد قراراتى، بل وحصنت الجمعية التأسيسية التى كنت سابقا وعدت فى وضع كل جهدى لتحقيق التوافق داخلها ليخرج دستور يليق بالثورة.
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أن وعدتكم فى اجتماع مغلق حضره عشرة شباب والدكتور سيف عبد الفتاح وبعض مساعدى الرئيس ألا يخرج الدستور إلا بالتوافق وأن يكون الحوار الوطنى وعدم الإقصاء هى سمة المرحلة، إذ بى بعدها بأيام أتحرك فى اتجاه معاكس تماما لذلك! وأرفع درجة الاستقطاب فى الشارع المصرى لدرجة "الفتنة" بين أبناء الشعب وبعضهم البعض!
- نعم تغيرت مواقفى، فهذه جماعتى تحشد جموع المؤيدين لقراراتى ليخرجوا هاتفين باسمى فداء بالروح والدم أمام الاتحادية فأخرج لأتحدث لهم دون غيرهم، وإذ بى أقول أن من يعارضنى ما هم إلا قلة قليلة لا تسعى لمصلحة هذا الوطن! ثم تحشد الجماعة مرة أخرى جموع المؤيدين يوم السبت لنسمع كلاما من قبيل أنك مؤيد بـ 90% من الشعب المصرى مع أن من انتخبك من الشعب هم 51% فقط على غرار ما كان يحدث فى العهد السابق!
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أن وعدتكم بالاستقلال الكامل للقضاء، إذ بى أصر على تعيين نائب عام جديد أختاره أنا، جاء من البحرين متجها إلى مقر النيابة العامة فى الواحدة صباحا وسط هتافات من يؤيدنى، دون استشارة لأحد من المجلس الأعلى للقضاء، وفى أجواء إعلان غير ستورى، لأؤكد أنه لن يكون حتى نائبا عاما مؤقتا حتى إتمام الدستورى بل نائبا عاما لمصر طوال أربعة سنوات حكمى.
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد أيام قليلة من إعلانى غير الدستورى وحينما امتلأ ميدان التحرير عن آخره بالمعترضين على قراراتى قررت عدم الاكتراث بهم أو عقد حوار وطنى يدعى فيه العقلاء ليتقى الجميع فتنة كان من الواجب علينا جميعا اتقاءها حرصا على مصلحة هذا الوطن!
- نعم تغيرت مواقفى، فبدلا من احترام الديمقراطية وحق الناس فى الاختيار، أصدرت إعلانا غير دستورى، ثم خيرت الشعب المصرى الذى ثار من أجل كرامته، بين الموافقة على دستور قد يقبلوه أو لا يقبلوه، أو استمرار إعلان غير دستورى يعطينى صلاحيات لم تُعطى لحاكم فى تاريخ مصر الحديث بشكل دستورى.
- نعم تغيرت مواقفى، فبعد وعدك بأن تكون مؤسسة الرئاسة هى مؤسسة تتخذ قرارات منهجية ومدروسة إذ بها تصدر قرارات دون علم الكثير ممن هم فيها، فكل من اتصلت بهم من مستشارى الرئيس لم يكن لديهم علم بالإعلان الدستورى، ووزير العدل قال: إن قانون حماية الثورة معيب! بل وحتى نائب رئيس الجمهورية يتحفظ على بعض المواد وصياغة الإعلان الدستورى!
- نعم تغيرت مواقفى، فقد وعدتكم يوما أننى لن أتوان عن التراجع عن أى خطأ أقع فيه، ثم ما لبثت أن قررت عدم التراجع بل وحشد الحشود لتأييدى واعتبار من يعارضنى بأنهم: "قلة مندسة" .. أو "ثوار باعوا الثورة لمصالحهم الشخصية".
- نعم تغيرت مواقفى، فبالأمس حينما احتجت لأصواتكم قلت لكم: "قوتنا فى وحدتنا"، واليوم أقول لكم أيتها القلة القليلة غير المؤثرة فى المجتمع: "موتوا بغيظكم".
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه..
هنا صفحات الفيس اضغط علي اعجبني وانضم لصفحتنا ليصلك كل ماهو جديد في موقعنا

ليست هناك تعليقات :